ألاخبار

د. البلوشي: ليس هناك ما يدل على تزايد الأعاصير المدارية بسبب التغيرات المناخية

 

قال الدكتور علي بن سعيد البلوشي أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان من إمكانية الربط بين التغيرات المناخية التي نعيشها في هذه الفترة من حياة العالم ووصول الأعاصير المدارية إلى جنوب شرق المملكة العربية السعودية، وعلل ذلك بضعف الأعاصير المدارية بعد قطع مسافات طويلة وأنها قوية على المناطق الساحلية ثم تهدأ سرعتها مستبعدًا ذلك في الزمن القريب.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها عن بعد عبر برنامج زوم الافتراضي الجمعية الجغرافية الخليجية بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز  للدكتور البلوشي عضو الجمعية تحت عنوان ( الأعاصير المدارية : الواقع والتأثير ) مركزًا الحديث عن الأعاصير في وطنه سلطنة عمان، وذلك مساء أمس الاثنين .
وقال الدكتور البلوشي ضمن حديثه العلمي إن معدل الأعاصير في بلاده يتراوح ما بين ( 1-3) أعاصير في السنة ولا يعرف ما إذا كان هذا المعدل سيزيد أو ينقص مع التغير المناخي الذي يعيشه العالم الآن، وذلك لقلة المعلومات عن القياسات العلمية والبيانات.
واستطرد المحاضر إلى تاريخ الأعاصير في عٌمان مؤكدًا أن الأعاصير في السلطنة ليست حديثة بل هناك أعصار يعود إلى أكثر من مئتي عام تقريبًا ذكره أحد المؤرخين، ودلل أيضًا بإعصار ( الغِرِيقة) عام ( 1958)م الذي ما زالت الذاكرة الشعبية تذكر خسائره المادية والبشرية .
وأشار الدكتور البلوشي إلى أن الأعاصير المدارية التي تنشأ في المواقع الساحلية أقوى من الأعاصير التورنيدو التي هي أقوى الأعاصير كافة إلا أنها تضعف عند السواحل، بينما المدارية تصحبها موجات بحرية مرتفعة قوية الاندفاع لذا تكون عملية الإخلاء للمناطق المصابة بها إجبارية.
وأفاد بأن الإعصار المداري يصحبه مطر غزير جدًا ولكن بدون برق أو رعد لعدم وجود فوارق حرارية بين الكتل الهوائية للإعصار ، وأن هذه الأمطار قد يصل منسوبها إلى ( 400) مليمتر ما يعادل منسوب الأمطار في أربع سنوات حيث إن المعدل السنوي للأمطار في السلطنة (100)مم، وهذا ما يسبب خطورة كبيرة على السكان ومكونات التنمية وبخاصة أن هذه الأعاصير مزاجية الطبع والحركة بحيث لا يتنبأ بمسارها فقد تنحرف إلى مواقع وأماكن ليست في الحسبان.
وفي إجابة للدكتور علي البلوشي عن إحدى المداخلات قال: إن سبب تكاثر الأعاصير المدارية في بحر العرب يعود إلى أسباب كثيرة منها : كبر مسطحه المائي واتساعه، ووفرة بخار الماء بشكل دائم، ودرجات الحرارة المناسبة لولادة الأعاصير وخاصة في فصلي الربيع والخريف .